الاثنين، 10 مايو 2010

أوربيون منصفون

أوربيون منصفون
الفنان العالمى .. بيكاسو :
أقصى نقطة أردت الوصول إليها فى التصوير سبقنى الخط الإسلامى إليها منذ أمد بعيد !!
كتب/ سلامة مدكور
المنصفون الأوروبيون الذين نجوا من " العور الثقافى " والتبلد التعصبى الإداكى ، كتبوا الكثير بشجاعة وإنصاف عن الإسلام المفترى عليه دنيا ورسالة وحضارة ورسولاً!!
كثيرون منهم رصدوا عواصم الفن الإسلامية وأعطوها قدرها لدرجة أن الأستشراق الفنى الذى كان مقصد الفنانين فى مدينة البندقية بشكل مزرى منذ القرن التاسع عشر تحول فى نظرهم بشكل حاد إلى الشرق الإسلامى بشكل أساسى بدأه الفنان العالمى "ديلاكردا " الفاتح الأول لطريق الإستشراق فى الجزائر والمغرب عام 1830، كما أكد الفنان والناقد الكبير " تيوفيل غوتيه " حقيقة هائلة غفل عنها غير المنصفين من النقاد المتعصبين حين قال بكل الشجاعة "أن السفر إلى الجزائر أكثر أهمية بالنسبة إلى المصورين الغربين من السفر إلى إيطاليا "بابلو بيكاسو "
الفنان العالمى ذائع الصيت والذى سيطرت شهرته على القرن العشرين وابتدع مدرسة تاريخية تعد نقلة هامة فى تاريخ التصوير الحديث وقام بدور جهاز قياس انفعالات هذا القرن وتعلم كيف يقرأ قانونه بلغته التشكيليه 0 هو أحد هؤلاء المنصفين الكبار لحضارة الإسلام وسمو فكره وعمق فنه ورسوخ عبقريته الثقافيه ، هذا الفنان الذى أحدث انقلاباً فى التقاليد الممتدة عبر آلاف السنين تأثراً بالفن والفكر الإسلامى وترسمه فى إبداعه ، فقد ولد بيكاسو فى أسبانيا عام 1880 وسط الجو العربى الذى مازال مخيماً حتى الآن على أسبانيا كان مولده بجوار القصبة وهى القلعة العربية الباقية حتى الآن فى منطقة مالطا نشأ فى جو من بقايا الثقافة العربية الراسخة فى نسيج مجتمعه وحاملاً بذرة الأجداد كما كان يفتخر كل من الفنانين" سلفادوردالى " و"خوان عزى" بنسبتهما للحضارة العربية وكان بيكاسو يحمل ذات البذرة .
كتب عن صديقاه " زرفوس" و "كاسو" كثيراً عن قرابته وتأثره بالعرب المسلمين والشرق المسلم وإعجابه بكل ذلك كما أكد صديقه الكاتب والشاعر "أبوليز" قوله "لانستطيع نكران سلالة بيكاسو العربية " أعزم بيكاسو " بأسلوب التسطيح الذى يتأتى من النظرة الحديثة للأشياء ولقد بهره دخول الفنان المسلم إلى روح الأشياء وأحداث علاقة مباشرة معها وأن يدخل فى أعماق هذه الروح ويندمج بها كالمتصوفين ولذلك فإن الفن العربى لم يترك من معالم الإنسان فى فنه الإالقليل وأحتفظ فقط بالصورة المجردة لذلك الوجه أو الأندماج بالله وبالمطلق .
يؤكد النقاد وجود قرابة مدهشة بين تحريفات بيكاسو وتجريدات الفن الإسلامى وهو مايؤكده الفنان "دولورى " من أن الفن التكعيبى وحضوصاً فن بيكاسو يؤكد البرهان وحده أوامره مع الفن الشرقى الإسلامى وتبدو هذه الأوامر خاصة فى الخط العربى كما هو فى منبر مسجد القيروان المصنوع فى نهاية القرن التاسع الميلادى وقد حفرت عليه آيات من القرأن الكريم بالخط العربى الكوفى الذى يعتمد على ترتيبات هندسية مسطحة وأيضاً فى الرسوم التى نراها على البسط والسجاد الشرقى الإسلامى كما فى لوحة "تطريز مصرى إسلامى " حيث نلاحظ الشبه الكبير بينهما وبين أعمال بيكاسو مثل لوحته "أمرأه ورجل " 0
وقد وصل افتنان الفنان بيكاسو بالخط العربى إلى درجة السحر فقد أعترف قائلاً :إن أقصى نقطة أردت الوصول إليها فى فن التصوير وجدت الخط الإسلامى قد سبقنى إليها منذ أمدبعيد!!
وإذا كانت الشخصية الإسلامية الفنية قد تبنت تحريم التصوير الجسدى فقد أبدعت الكلمات فى الصورة قلباً وقالباً .
كما أهتم بيكاسو فى مراحل حياته الفنية بملء الفراغ والتسطيح كما فعل الفنان المسلم وظهرت عناصر معمارية إسلامية عربية فى لوحاته بشكل مؤكد كما ظهر تأثير الفن العربى فى لوحته الشهيرة " آنسات أفينيون " كبداية لباقى أعماله 0
يقول الفنان الناقد الشهير "داللون " عن البناء الثقافى الفنى لشخصه بيكاسو الإبداعية "أننا نستطيع أن نقرر أن بيكاسو فى الواقع لم يتأثر بشكل من النحت الزنجى بقدر ما تأثر بمفهومه القديم الظاهر فى الفن الأفريقى الإسلامى الذى انتشر فى بلاده زهاء ثمانمائة عام والذى حمل ملك الخصائص التى تبناها بيكاسو وأهمها تجريد الشكل الإنسانى من ملامحه الطبيعية واظهاره فى صورة جديدة 0
الغريب والكلمة للمحرر أن بنديكيت الرابع عشر ـ بابا روما ـ لم يجد فى حديثه بجامعة ألمانيا إلا قولاً سخيفاً لرجل بيزنطى يعيب حضارة وثقافة ورسالة الإسلام وثقل على لسانه وضميره أن يعرض هذه الوقائع من حضارة أمته التى لم تستطع أن تطفئ نور الإسلام الثقافى والحضارى حتى فى الفنون الحديثة 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق